نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شيفرة دافنشي


# شيفرة دافنشي ..
في هذا الكتاب يأخذك الراوئي دان براون إلي عوالم الشغف من الإثارة البوليسية غير التقليدية .. ليست مجرد كتاب !!
هو بناء فني يتخذ من اللوفر .. و تحديدا من لوحات دافنشي المعبأة بالرموز و الأسرار متكأ يزخر بالتفاصيل التي تختلط فيها الحقائق مع التزوير و المؤامرات .. ليخبرك ببضعة أسطر كيف تتلاعب أيدي الخفاء لتعبث بتلك الصلة المقدسة التي تربط الإنسان بربه .. تلك الخصوصية التي لاتحتاج لأبعاد من الفهم إذ أنها أيسر بكثير من التعقيد فقد و صفها الله تعالى بالقرب في قوله ( فإني قريب ) ..
جعل منها البعض مسارات طويلة جدااا .. تاه البشر في تفاصيلها و ضاعوا في مجاهلها !!
............................................
هنا مخلص لبعض الكتابات التي تناولت الرواية بالنقد , الذي يصل لحدود الإعجاب !!
تمكنت رواية " شفرة دافنشي بشهرتها المدوية ونجاحها منقطع النظير من توجيه ضربة قاسية للكنيسة الكاثوليكية وإصابتها بأذى لم تتمكن عشرات الكتب والأبحاث الرصينة قبل ذلك من فعله .. والسبب أنها وصلت إلى الملايين في صورة بسيطة مشوقه مليئة بالحياة والحركة، وقدمت ما يشبه الحقيقة للملايين في أنحاء العالم في رواية تمزج الواقع بالخيالي والتاريخي بالشائعات، قدم براون القضية ببساطة مطلقة وبرؤية تختلف تماما عما يعتقده الملايين من أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، قال براون :
انه خلال القرون الأولى المسيحية لم يكن هناك اعتقاد بألوهية المسيح، ولكن كانت النظرة له انه نبي عظيم وقائد فذ وبشر فان، وان قرار ألوهية المسيح اتخذ على يد البشر في القرون اللاحقة، أثناء تأسيس الكنيسة نفسها بشكلها الذي عرفه العالم، وربما أن المسيح كان إنسانا عاديا في المقام الأول فقد أحب وتزوج "مريم المجدلية "، وهى نفسها السيدة التي وصمتها الكنيسة في مراحل متأخرة بالسوء .. وقال براون أيضا أن المسيح أنجب ذرية ذات دم مقدس عندما رحلت المجدلية إلى فرنسا بعد صلبه وقيامته وهناك أنجبت ابنتهما "ساره".
تاريخية وجود المجدلية وعلاقتها بالمسيح، ومدى المعلومات التي نعرفها عنها، والحقيقة أن معظم الدارسين يؤكدون وجود عدد كبير من الأناجيل كتبها أتباع أو حواريون المسيح، ورغم وجود هذا العدد الكبير من النصوص، ذات الأهمية التاريخية والقداسة، فان الكنيسة اعتمدت أربعة فقط من هذه الأناجيل كتبها متى ومرقص ولوقا ويوحنا تمثل فيما بينها ما اصطلح على تسميته "العهد الجديد"، والأعجب أن الإنجيل كما نعرفه اليوم تم جمعه على يد الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين العظيم الذي اعتنق المسيحية وهو على فراش الموت، ومنحها الاعتراف الرسمي في الإمبراطورية الرومانية، وفي الأيام الأولى لتشكيل المسيحية في صورتها الرسمية تم اقتراح فكرة المسيح ابن الرب والتصويت عليها بين أعضاء المجلس النيقاوي لتسود فكرة ألوهية المسيح وان أتباعه لا يمكنهم التحرر من خطاياهم إلا عبر طريق وحيد يمر بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

الفكرة المزلزلة التي قدمها براون في روايته لم يكن هو صاحبها الأول ولا الوحيد، بل على العكس فقد قام ببناء روايته والأفكار الواردة فيها على أعمال الآخرين؛ مثل كتاب "الكأس المقدسة، الدم المقدس" الصادر عام 1982، وكذلك بعض الأفكار المتواترة القديمة التي أكد الباحثون من خلالها أن الكنيسة الكاثوليكية قامت بأكبر خدعة في التاريخ عندما أزاحت المجدلية ودورها المحوري في المسيحية وألقت بها في غياهب النسيان بل وكللتها بالعار الأبدي لسبب بسيط وهو حاجة الكنيسة لإقناع العالم بألوهية المسيح ولذلك كان يجب حذف واستبعاد أي أناجيل أو شخصيات تعطى المسيح سماته البشرية العادية وعلى رأسها زواجه وإنجابه.
...................................
تبقى إشارة مهمة إلي أن ديننا الحنيف لم يثبت زواج سيدنا عيسى عليه السلام لأسباب غير ظاهرة و إلا فإن الزواج هو سنة المرسلين عليهم السلام جميعهم .. و قد جاء ذكر مريم المجدلية ضمن من آمن بعيسى عليه السلام ، والذي يظهر أن ذلك منقول من كتب أهل الكتاب ، قال الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره (( التحرير والتنوير )) عند قوله تعالى : فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمِْ {مريم: 37 } ( أي فمنهم من صدق عيسى وهم : يحيى بن زكريا ، ومريم أم عيسى ، والحواريون الاثنا عشر ، وبعض نساء مثل مريم المجدلية ، ونفر قليل ، وكفر به جمهور اليهود )

الرواية مليئة بالأفكار و المعلومات المدهشة .. و تفتح مجالا خصبا للبحث و المعرفة و يكفي ماقيل عنها حال صدورها .. ( أنها قضية العام الضخمة التي فجرتها رواية خيالية مثيرة وأصابت شظاياها اكبر مؤسسة دينية في العالم) ..
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لطفا أترك كلمة تعبر عن رأيك بالمحتوى .. شكرا لزيارتك .