الياقوت الأحمر

( اليَاقُوتُ الأحْمَرِ ) مَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ، يَجْرَحُ الدّهْرُ وَيَاسُو .. رُبّما أشْرَفَ بِالمَرْء عَلَى الآمَالِ، يَاسُ .. وَلَقَدْ يُنْجِيكَ إغْفَالٌ وَيُرْديكَ احْتِرَاسُ .. والمحاذيرُ سهامٌ؛ والمقاديرُ قياسُ. (ابن زيدون)

  • الرئيسية
  • منجمي
  • اتصل بنا
  • نموذج الاتصال

    الاسم

    بريد إلكتروني *

    رسالة *

    مختنقات الحياة


    قد يبدو هذا التقديم زائداً عن الحاجة مقارنة بأجمل تعليقين صادفتهما ، اثرى بريد يتسأل صاحبه عن سبل التغلب علي مختنق الحياة ، ذاك الوضع الراهن المتأزم الذي لا يرجى الخلاص منه قريبا .
    من شهد الحرب و لم يعرف كيف هو ؟ من مر بتعاسة غيرت سعادته إلي الأبد ، من فقد عزيز عليه ، من أضاع سكنه ، عمله ، من اضطر إلي التكيف مع واقع مغاير لا يعرف عنه شيء قط ..
    علي وجه هذه البسيطة يواجه الإنسان الواعي المدرك واقع من أثنين :
    أولهما واقع لا يستطيع أن يغير فيه قيد أُنملة ، فيقبله علي علاٌته ، محتسبا أجره علي الله , في هذا الواقع يعيش المرء حال من مكابدة الآمال , و الخيبات , تكون من بعدها مرحلة التكيف الطبيعي تخفف وطأة ثقله .
    و آخر هو مجال المنافسة ، لأنه محل لأن نترك به أثرا من إبداعنا ، أن نقتاده لصالحنا ، هذا الواقع يمكن أن نسميه واقع خلاٌق ، لأن نفعه يتجاوز صاحبه ليحدث بفاعلية سمة ظاهرة تميزه ، لا علي شكل أفراد بل علي شكل مجتمعات .
    ثمٌ حقيقة من واقع تجربة الحرب علي سوريا, تدفعني أن أدرج ما لفتني في عالم الويب علي اتساع اطرافه :
    لا شك أن معاناة الشعب السوري فاقت كل توقع ، و امتد وقتها إلي مالم نتصوره ، و قد يبدو علي ما نعيشه من أواقات عصيبة في وطني ليبيا أن المقارنة نوع اجحاف في حقهم ، علي هذا كل تجربة ولدت من قاع ذاك المختنق تستحق أن تدرس في معاني صناعة الحياة ، و في كل المجالات يحظى الشباب السوري بحضور قوي و فاعل ، و يدرجون تجاربهم الحية من قلب أسوء الأحداث التي قد تمر علي البشر ، إنهم بالفعل يصنعون بقعة ضوء مع اشتداد الظلمة ، تنير طرق القابعون علي أرصفة اللامبالاة !!



    Sami Alzein
    ١- اهم مكتشف اكتشفته بعد تجاربي في السنوات الثلاث القاسية التي مضت ويلي من بعدها خضت بمجال علم فريد ورائع هو علم الشخصيات "Personality Types" وفق معيار MBTI ..
    باختصار شديد، مخرجات هذا العلم هو بيضة القبان التي غيرت تماما معادلات فشلي واحباطي وتقييمي للمصائب امامي، وذاك من خلال معلومة مهمة: شخصيتك ( اي عقلك وفكرك وسلوكياتك) لها وسمة وبصمة تشابه المفهوم المعروف بتصنيف كريات اادم الحمراء، بمعنى ان كل زمرة دموية لها مواصفاته وشروطها والية عمل مختلفة..
    كذلك الشخصية، فمن التنظير البشع للغاية ان اطلب منك ان تصبر على ابتلاء ما، وانت شخص لك سمة F مثلا
    (Feeling) اي انك عاطفي تحكم على ما حولك وفق التابع المذكور، بالتالي مجرد محاولتك الصبر دون اي ادراك لحجم الازمة نفسيا وايجاد حلول من نمطك نفسه ( تواصل مع شخص تحبه، مكان تحبه، هواية تحبها) لهو دعوة لك للانتحار بأدب ولطف!
    بالمقابل، لو كنت من ذوي النمط العقلاني الذي يحكم وفق المنطق والعقل وحجم الارتداد العنيف للازمات على ذاتك محتمل وقابل للسيطرة، عندها سيكون هناك تعاطي اخر لك من ذاتك وادارة الازمة..
    مختصرا: ما يصلح لك لا يصلح لغيرك في زمن المصائب خاصة وفي كل وجودك ودورك في الحياة عامة..
    كما كتب ارسطو على باب معبد اثينا: ايها الانسان اعرف نفسك! اي تعرف لاسلوب معاملتها ومداراتها..
    لعلي ارسل لك على الخاص قريبا افكاري لسلسة مقالات حول هذا البحث ومبادئه ، وستشعر بتحسن كبير، ولربماتقبل ان تنشرها لي على اراجيك .
    ٢- اضبط بدقة صلاحيات الناس الذين تتعامل معهم على حياتك وخصوصيتك
    في المعتاد التخلص من ثلة من ممتصي الايجابية في حياتك سيورثك سلاما وصبرا لما انت فيه ويدفعك للالتفات بأمل لشيء جديد تفعله كل يوم.
    ٣- كما ذكر منصوري، الانجازات الصغيرة القابلة للانجاز البسيط ستعطيك دعما باطنيا محترما، ولا تتوان ان تشارك هذه الانجازات مع من حولك ان كانوا سيمدوك بدعم وتشجيع وحماس
    ( شاركت عامدا شهادتين جديدتين حصلت عليهما على حائطي الفيسبوكي مع الاصدقاء من باب تشجيع نفسي لتجاوز مصاب عنيف واكتئاب قاسي مررت به مؤخرا كاد يفقدني صوابي .
    النتيجة انني تحسنت وضوحا ووجهت بوصلتي من جديد نحو هدف جديد.
    ٤- من نافلة التوصيات، الاستغفار له اثر سحري، كذلك الصلاة على سيدنا محمد
    ٥- اعمل حالة تجاهل اصطناعي .
    بمعنى: اشغل نفسك في عالم اخر بعيد عن الحقيقة، ما دمت تعرف ان لا حل بيدك حاليا ، عني شخصيا، اذهب لاقرأ ابيات جلال الدين الرومي، وابن الفارض واعيش حالاتهم الصوفية الصافية
    او اقرأ سيرة عمر رضي الله عنه
    اشعر انني خارج الواقع وتمتص روحي جرعات نور وصدق تكسبني "امان داخلي"
    ٥- تعلم اي علم صغنوط جديد واقرأ عنه وحتى خذ فيه شهادات، لنفس الاسباب اعلاه.
    كل هذا اتعلم يوميا ان اقوم به كي اواجه مصاباتي وابتلاءات الكون ، وحين استيقظ كل يوم احمد الله ان يوما اخر انقضى في رحلة مشوار الدنيا وانني صرت اقرب لهدفي البعيد، الله يبلغنا ياه بسلام .

    amjad.monier

    بداية الأزمة... يجب أن نعلم أن نوع الأزمة الراهنة هو الأساس في التعامل معها، من جهتي بعد عام من بداية الاحداث في سوريا كنت قد خسرت كلا من عملي وبيتي ومعمل والدي فاصبح العبء تقريباً على كاهلي وحدي، والاكثر من ذلك ان الظروف كانت تمر بالجميع فكل من يمكن أن تطلب عونه يمر بظرف مشابه.. كان الحل في هذه المرحلة هو التوازن مالياً الاستغناء عن الكماليات والتركيز على الاحتياجات الرئيسية.. اما نفسياً فالحل كان بفكرة التكيف أعني بذلك تقليل سقف التوقعات والتخلي عن المشاريع طويلة الأمد - الزواج والدراسة وتأسيس عمل - والتركيز نفسياً على تقبل الوضع الحالي على انه مستمر لمدة غير معلومة.
    المرحلة الثانية.. التوازن في هذه المرحلة تكون قد تقبلت الصدمة وتعاملت معها واستقر وضعك ولو في نقطة اقل مما كنت قد وصلت إليه هنا يجب أن تأخذ هذه المرحلة مداها وقد استمرت عندي عاماً كاملاً وجدت فيه عملاً ولكن الوضع كان يتدهور والحفاظ على وضع التوازن ذاته قد اصبح صعباً على المدى الطويل هنا يبدأ التفكير في المستقبل... لا يوجد تهديد مالي مباشر ولا يوجد ضغط نفسي مباشر لأن سقف التوقعات كما قلت قد تم التخلي عنه، تبدأ هنا مرحلة بناء التوقعات والطموحات من جديد، على ضوء تجربتي كان الحل هو السفر خارج البلاد واخترت لبنان كان يجب أن استطيع تأمين ما يكفي لهذه الخطوة التي سأسميها البداية الجديدة
    المرحلة الثالثة... البداية الجديدة، في هذه المرحلة تكون قد تخليت طوعا - ليس مجبراً بسبب الظروف - عن التوازن الذي كنت قد وصلت إليه في المرحلة السابقة ستفاجئ في بداية هذه المرحلة في أن كل ما خططت له سابقا ذهب ادراج الرياح ستعاني مرة اخرى من الضغط النفسي الرهيب حيث انك المسؤول هنا عن الوضع الحالي وليس الظروف يجب تمالك الاعصاب ومحاولة فتح الافاق وعدم تسرب اليأس لانه العدو الاول في هذه المرحلة على ضوء تجربتي الشخصية اضطررت للعيش في لبنان 5 اشهر بدون عمل وهو امر سيئ جدا حتى وصلت الامور الى حد الخطر وقمت بمغامرة كلفتني الكثير مما كنت ادخره واصبح الوضع على وشك الانهيار مرة اخرى..
    المرحلة الثالثة.. هي الانطلاق هنا يبدأ المؤشر بالصعود مرة أخرى وتحتاج هذه المرحلة إلى جهد مضن جداً في محاولة البناء في ضوء تجربتي الشخصية استغرقت هذه المرحلة سنة تقريباً استطعت خلالها أن اصبح الرجل الاول في الشركة التي اعمل بها
    المرحلة الرابعة الثمرة.. او التوازن الاعلى في هذه المرحلة تبدأ بقطف ثمار التعب الذي قدمته في سابقتها الخطير في هذه المرحلة هو منطقة الراحة او comfort zone حيث يشعر الانسان ان اهدافه قد تحققت وحياته جيدة ولكنها متوازنة وبالتالي يفقد الرغبة في التغيير هنا يحتاج الامر الى شجاعة كبيرة لمعاودة مرحلة البداية الجديدة
    المرحلة الخامسة البداية الجديدة مرة أخرى هنا اذا كنت شجاعاً وقادرا وطموحا يمكن أن تتخلى عن التوازن المريح الذي وصلت إليه وتبدأ من جديد دورة اخرى لرفع مستواك النفسي والمادي والوصول إلى اهداف اعلى وطموحات اكبر.. في ضوء تجربتي الشخصية قمت بترك ما صلت اليه في لبنان وقررت السفر مرة اخرى لكي ابدا من جديد..







    قوقل+
    تويتر
    فيس بوك

    مواضيع ذات صلة

    التعليقات
    0 التعليقات
    الصفحة الرئيسية

    الصفحات

    • الصفحة الرئيسية

    التسميات

    • أدب وفكر
    • أعمال
    • تدوينات إسلامية
    • دعاية وتصميم
    • سلوك إنساني
    • مدن تاريخية
    • مطالعات
    • يوميات وطن

    من أنا

    صورتي
    الياقوت الأحمر
    مقتنيات فكرية
    عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي
    جميع الحقوق محفوظة لــ نماذج بلوجر 2015-2016 ©