نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أَوَمنْ يُنشُّأ فِي الحِليَةِ (1)



           قال تعالى:( أَوَمنْ يُنشُّأ فِي الحِليَةِ وَهْوَ فِي الخِصَامِ غَيرُ مُبِين )

من الآيات التي تأخذ بمجامع القلب، لا يمر بها اللسان إلا ويتذوق عذوبة وجمال الخطاب القراءني في الوصف. ومع أن الأية الكريمة تعالج مسارا هاما، وركنا متينا في العقائد، إلا أنها تأتي بهذا السياق اللطيف المستعذب الذي يتناسب مع الموصوف.
 
فالله سبحانه وتعالى ينفي عن ذاته العليا صفة الولد، فيخبر: 
أن كيف له أن يتخذ كائنا من ضعف ينشأ منذ نعومة أظافره في الزينة التي لا تفارقه، حتى تكاد تكون له أشبه بوعاء مكاني يحتويه، (عندما يتخذ السياق كلمة الحلية ظرف زمان ومكان، يشير لبداية النشأة وكيفيتها) وهو فوق هذا لا يقوى على خصام ولا تسعفه حجة، ولا يملك الكشف عن دواخله كشفا مبينا واضحا.
مثله كقول الشاعر:
بنفسي من إذا عرضوا له ببعض **  الأذى لم يدر كيف يجيب
ولم يعتذر عذر البريء ولم تزل **  به بهتة حتى يقال مريب
فهو بهذا لا يملك لنفسه ما يمكن أن يحصل معه زيادة عزة، ولا رفعة مكانة (تعالى الله) سبحانه في عزه وكبريائه وعظمته مستغن عن العرش، وحملة العرش، ومادون ذلك.
ويذكر من أقوال العرب عندما يبشر أحدهم بالأنثى : ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء وبرها سرقة  !!
وهو قول مقبول، مؤدب في حدوده، مقارنة بشيء من اللهجة الذكورية المتبجحة المترفعة التي لا يتسع لها مقام المقارنة هنا.
لنعرّج على ذكر نماذج من نساء عصر الإسلام الأول، أولئك الفقيهات، العالمات، السياسيات، خبيرات الاقتصاد صاحبات المنزلة والشرف من أمثال السيدة خديجة والسيدة عائشة وكبريات الصحابيات رضوان الله عليهن، فنقول كون المرأة تنشأ في الحلية فهذا من الطبيعة التي لا تضيرها شيئا، متى نالت حظها من التعليم والتثقيف والتهذيب الذي يمكنها من رجاحة العقل، وسداد الرائ، ويكفيها عناء ولوج الخصومات والمحاججة، لتكون جديرة بالاضطلاع بمهام الحياة والتنشئة. 
ولا حرج بعد ذلك في تلعثم الكلم، وخلط المعاني بسبب غلبة العاطفة، فهذا في حقها منقبة، وزيادة لا يفيها المدح إلا أن يكون على سياق من قول لم يكن من عند بشر.


شاهد الجزء الثاني من الموضوع
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لطفا أترك كلمة تعبر عن رأيك بالمحتوى .. شكرا لزيارتك .