نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مقتطفات من تقارير اقتصادية

هنا مقتطفات من تقارير اقتصادية منجزة حول مجموعة من الشركات العربية السعودية التي نافست الشركات العالمية في مختلف التخصصات 



العربية للعود
غابات العود
في عام 2009 عندما كان العالم كله يرزح تحت ثقل الأزمة المالية العاصفة، كانت معظم الشركات الكبرى تقلل نفقاتها خوفا من تداعيات تلك الأزمة وتتوجس أن تسوء الأمور أكثر فأكثر، فقط كان هناك رجل واحد يشق طريقه نحو غابات أسيا الشرقية بحثا عن الأصالة !!
ففي ذلك التوقيت الحرج تحديدا ضخت شركة (العربية للعود) استثمارات ضخمة في أربع غابات تنتج العود الأصلي، وتوفر ما يقارب 75 طن سنويا من مكون العود والمواد الخام الخاصة بتصنيع العطور، ولقد انعكست هذه الخطوة الجريئة إيجابا على أداء الشركة ووفرت الكثير من كلفة منتجاتها الخاصة، لقد كان مؤسس الشركة يمتلك رؤية مستقبلية طموحة، تعرف أن العمل التجاري لا يخلو من المخاطرة وأن السبيل الوحيد للتقدم لا يكون دون دراسة متأنية وتخطيط سليم يرافقهما شجاعة الإقدام، فبعد القراءة التحليلية لوقائع السوق قرر مجلس إدارة العربية للعود وعلى رأسها المؤسس الشيخ عبد العزيز الجاسر، الانتقال بعيدا للفوز بحصيلة من المكاسب التي أهلت شركتهم لحيازة ما نسبته 50% من سوق العطور الشرقية بالمملكة العربية السعودية والتي يقدّر سوقها اليوم بنحو 1.5 بليون ريال سعودي بمعدل نمو سنوي يتراوح بين 10-15 % بحسب آخر التقارير.  


انطلقت العربية للعود من حيث انتهى الآخرون فهي لم تكن تقليدية أبدا، بل معاصرة إلى الحد الذي استطاعت أن ترسي لنفسها به، قواعد ثابتة في كبرى العواصم العالمية وفي أهم شوارعها التجارية، ففروعها تتوسط اليوم جادة (الشانزليزيه) بباريس، و(اكسفورد) الشهير بلندن، و(التايمز سكوير) بنيويورك، وقد افتتح فرع لندن عام 2000 بتكلفة بلغت 4 ملايين دولار وسجل هذا المتجر نجاحا يفوق التوقع في استقطاب الزبون الأوروبي، وفي العام 2004 افتتح فرع باريس لينافس العود العربي الأصيل كبرى دور العطور الفرنسية، أما عام 2016 فقد شهد نجاح أخر بافتتاح فرع نيويورك، لقد كان التحدي كبير جدا لكن العربية للعود أثبتت جدارتها بالتواجد على ساحة المنافسة، ومما يثير الدهشة أن نسبة تتراوح بين 70- 80% من عملاء هذه الفروع ليسوا عربا، فيبدو أن المواطن الغربي الذي عرف باستهوائه لكل ما هو جديد، وجد في العطور الشرقية تميزا يستحق التجربة بالفعل.


لعل واحد من أهم أسباب النجاح الذي تميزت به شركة العربية للعود يعود للتخطيط الدقيق، ودراسة أذواق العملاء وتطوير المنتجات بما يتناسب معها، ولقد استفادت الشركة من الخبرات المتبادلة مع أشهر شركات العطور العالمية، وأسست معها علاقات منفعة تبادلية أحدثت نقلة مهمة على طريق النجاح محليا وعالميا، وتستشرف شركة العربية للعود مستقبلاً مشرقاً بفضل إدارتها الطموحة، وبما تمتلكه من كوادر بشرية مؤهلة وإمكانات هائلة.
·        فقد اُعتمدت العربية للعود لدى هيئة العطور البريطانية، بعد عام كامل من الاختبارات والفحوصات الدقيقة لمختلف منتجاتها، للتأكد من مطابقتها للشروط الفنية الصارمة للهيئة، وحصلت بذلك على الاعتماد الذي يسمح لها بتسويق منتجاتها في بريطانيا لتصبح الشركة العربية الأولى التي تحصل على مثل هذا الاعتماد في مجالها، بالمقابل كان التزام شركة العربية للعود بمستوى معياري للجودة مؤهلا لها لاجتياز الاختبارات الدورية المفاجئة.
·        وبعد تحقيق الشركة للمركز الأولى من حيث المبيعات إقليما والمركز الحادي عشر عالميا، تصدرت العربية للعود قائمة أفضل 100 علامة تجارية رائجة بالمملكة، وكُرّمت إدارة الشركة عام 2013 في حفل ضخم حضره كبار المسئولين والشخصيات البارزة والقيادات الاقتصادية في المجتمع وأشرفت عليه مؤسسة (عسير) للصحافة والنشر، وقد أبرز هذا التقييم مدى قدرة العربية للعود على تطوير كفاءة علامتها التجارية وقيمة أصولها وزيادة حصتها السوقية محليا ودوليا، بالإضافة لقوتها الداعمة للاقتصاد الوطني بمبادرتها السبّاقة لتوطين الوظائف وتنمية الموارد البشرية بالمملكة.

مجموعة الجريسي
الدائرة الذهبية
تخبرنا إحدى الدراسات التقنية في مجال التسويق وريادة الأعمال عن نموذج (الدائرة الذهبية)[1] لتحقيق التفوق وتنفيذ الأعمال بطريقة تتجاوز التوقعات وتكتسح عالم النجاح بجدارة لأنها تسد منافذ المنافسة على الآخرين.
هذه الدائرة التي هي أشبه بنواة الذرّة تتكون من ثلاثة مستويات متداخلة، يحتوي المستوى الخارجي على السؤال البسيط (ماذا سنقدم لك من عملنا؟)، ويحتوي المستوى الثاني الداخلي على السؤال (كيف نقوم بعملنا؟) وأما المستوى الداخلي والذي يمثل نواة الدائرة فهو للسؤال الإبداعي (لما نقوم بعملنا؟) الإجابة على هذا السؤال الأخير، هي الجزء الملهم في منظومة العمل، لأنها تمس مشاعر العميل بعفوية تجاه المنتج وتدعم ثقته فيه وتجبره على تفضيله على أي منتج منافس آخر.
وعندما يتحرك روّاد الأعمال ومؤسّسي الشركات الكبرى انطلاقا من نواة الدائرة الذهبية باتجاه الخارج، فإنهم يدللون على إيمانهم المطلق بقيمة العمل الذي يقدّمونه، ليس هذا فحسب بل إنهم يتحولون إلى أشخاص ملهمين يستطيعون التأثير فيمن حولهم ويصبح بإمكانهم إذكاء روح الحماس في موظفيهم بحيث ينتقلون جميعا للعمل من أجل الهدف الذي يؤمنون به، لا من أجل المكاسب التي ستأتي حتما بشكل مذهل لم يكن في الحسبان !.
يعتبر رجل الأعمال السعودي عبد الرحمن الجريسي نموذجا مثاليا للشخصية القيادية الملهمة، التي أسست صرحا اقتصاديا عظيما متمثلا في مجموعة الجريسي للتجارة والإنتاج والخدمات، فهو يمتلك عدداً من المؤسسات التي تنضوي تحت مظلة مجموعته، تؤمن تلك المؤسسات جميعها بأن الجودة هي تكامل ملامح وخصائص المنتج أو الخدمة التي يقدمونها بصورة تمكّن من تلبية احتياجات ومتطلبات محددة جدا ومعروفة ضمنا، وتستهدف رضى العميل بالدرجة الأولى، ومن منطلق أن الوظيفة تكليف لا تشريف تتضافر جهود العاملين بتلك المؤسسات للرقي بها باذلين ما في وسعهم من عطاء وولاء وإخلاص لخدمة العملاء.  



[1] نموذج الدائرة الذهبية للباحث سيمون سينك 



التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لطفا أترك كلمة تعبر عن رأيك بالمحتوى .. شكرا لزيارتك .