نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

باب

يحكى بأن قصة الباب قديمة موغلة في جنبات الزمن، مذ وعى الإنسان ذاته، وشعر بأهمية حفظ خصوصيته عن الأخرين، فأبواب الغرف هي الأمان الأول بعد كينونة الجسد، لذا كان الشعور بالراحة غامرا كلما أوصدت الأقفال، وحُفظت ملمات الدواخل عما يتعذر البوح به. والباب مدخل الأشياء وبداية فك ملغز ما نجهله، وهو أول الإيحاء بتصور التفاصيل والغرائب والشخوص والحكايات والأسرار، وأبواب البيوت بعضها من خشب كابد مر السنين، وأخرى من خشب موشى مزكرش يوحي بذائقة الجمال والفن والحياة الطيبة التي لا تكدرها المخاوف. أما الأبواب التي هي من حديد فإنها تعكس حاجة المرء للأمن والدفاع وتفضح ثغرة الزمان الموحش وحادثات الليل الذي يغدر، فلا يغُرّنك منها الملون والمتنكر في زي الخشب! وللأبواب عتبات وفأل، وقيل أن عتبة البيت رمز لسيدته، فهي التي تصونه وتؤثثه وتحفظ دواخله وأسراره وتعكس روحها في أشياؤه ويبدو مزاجها في ترتيبه ونظافته! ويا ليت أبوابَ المدينةِ كلَّها .. تُسَدُّ وبابًا في فؤادِك يُفتَحُ فباب الذين نحبهم لا يوصد، نطرقه لحاجة أو بغير حاجة، نطرقه لنسلم أو لنخبر عن أشواقنا، نطرقه لأن ثرثرة الأبواب تحلو .. وهي قطعة من الوقت الذي لا يسترجع. إلى باب من لم نأت نطلب غيره .. بشرق من الأرض الفضاء ولا غرب يقول سبحانه : ( وأتوا البيوت من أبوابها) .. دلالة على حرمة البيوت، وتقريرا لفضيلة الاستئذان، وكناية عن نفاسة المصون الذي يستوجب إجلاله عما لا يليق به. وقيل : وقد وقفت على باب السؤال وذي .. يدي مددت أرتجي منك نيل يدي !! فللجنة أيضا أبواب، ويا عجبي من يدخل الجنة بلا إذن! ما حاجة الجنة للأبواب لولا أنها تحتجب عن المشتاقين حتى يسكنوها، وتخفي في قلبها ما لا يدرك! جعل الله أبوابكم صدرا يفتح .. لطيبات النسوم الغاديات.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لطفا أترك كلمة تعبر عن رأيك بالمحتوى .. شكرا لزيارتك .