نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عصفور



تظلم مدينتي بانقطاع التيار مرارا فنشعل الشموع، ونتحايل على حرارة الصيف فنشرع الأبواب والنوافذ علّ نسمة تزورنا فنكون منها في غاية الامتنان. غير أن  للظلام وجه آخر، فذات سحر قض طارئ لاأعرف كنهه مضجع عصفور صغير !! 
ففر المسكين بحياته إلي حيث حتفه، فقد كان الليل حالكا، والنجوم على كثرتها لا تغني من ظلمة، فاصطدم بالجدار فتردى بقربي مغشيا عليه، شغلت ضوء هاتفي أعاينه فإذا به ينتفض ثم يسكن، ظننت أنه سيكون بخير مع طلوع الفجر، وقلت يارب أعد له الحياة كما أعدتها لطيور أبراهيم عليه السلام.
لكنه كان أجلا وانقضى، وبما أودع الله في قلوبنا من رحمة، تدافع جميعنا رفع جثمانه الصغير فكانت مسئوليتي !!
فقد دب النمل إليه يقتاته، وأحرقت شمس أغسطس بقاياه ... قد وجب رفعه.
شغل العصفور بقية نهاري، فقد تذكرت قول الله سبحانه "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " . وما أخبرنا عنها بما تتقن التوكل، فتغدو خماصا و تروح بطانا، وكيف تسبح إلهاما، ونسبح نحن تكليفا بما قبلنا من حمل الأمانة.
فقط .. بقي لي سؤال حائر لايلوي علي إجابة، كيف لقلوب فطرت في ( سلامتها ) أن تتألم لقطرة دم عصفور، أن تقسو وتقسو حتى يصبح الدم وظيفتها تستحله كيفما أتفق، تلك قلوب أضاعت الأمانة، فكم لله سبحانه من حلم على الأرض، غير أن أخذه أليم شديد.
7/أغسطس/2014 

شاهد أيضا :
كان صديقي و انكسر السوار
رسائل إلي صديقة الفكر
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لطفا أترك كلمة تعبر عن رأيك بالمحتوى .. شكرا لزيارتك .