نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

كان صديقي و انكسر السوار





كان صديقها يوم كانا في السابعة، لعبا معا ضحكا معا، وذات عيد جمعهما كانت تتخذ من النافذة متّكأ لها مبتهجة بالمارة والزينة المعلقة.
وفجأة سقط سوارها المتسع عن معصمها الصغيرة، هرعت إليه كما في كل مأزق تنشج : سقط سواري في الشارع وأظنه انكسر، اندفع ينزل الدرج ليجيئها به، مكسورا كطائر فقد جناحه يحمله بين يديه الصغيرتين.
نظرت إليه ممتنة دامعة، بين شكر له وحزن على ما قد ضيعت في لحظة اغفال عن تحوطات الترقب المكابر الغر .
ترى ماذا كانت تعني الطفولة حين طلب إليها أن يحتفظ بشقفة السوار، وكيف فكرت حين لم تمنحه ما طلب، وهو صديقها وتعرف أنه لم يكن بالإمكان إصلاح ما انكسر.
مضت الأيام و مضت، ولم تعد تراه شغلته الدراسة، ومن بعد الأسفار، وفتحت له الحياة بابا يسع الكون.
ثم تزوج فتاة كفلقة القمر، وأيضا لم تراه، قريبا جمعتهما المصادفة رأت فيه مرور السنين وما كانت تنكره في مرآتها !!
قد كبرا معا وكبرا كثيرا بعد، وذات ضحى قريب جاءها الخبر : إنه يصارع المرض وظنت الطائرة التي تقله أنها تسبق الأجل، لكنه سبقها وضرب للحزن موعدا واجتمع الأهل .
و بدا لها من بين دموعها والفكر، ذاك السؤال البعيد عن شقفة السوار........ تساءلت، هل كنت أدرك منذ الصغر أن ليس علينا التعلق بأشياء ليست لنا ولن تكون لنا، و سنمضي العمر لا نحمل منها عدا تذكار وصور.

شاهد أيضا :
رسائل إلي صديقة الفكر
عصفور
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لطفا أترك كلمة تعبر عن رأيك بالمحتوى .. شكرا لزيارتك .