نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

غدامس


لم تكن المصادفة صاحبة الدور فيما تمنحه صورة (الشيخ الغدامسي) من سمت الهدوء و الانبساط , و طابع من المهابة وسكينة النفس الذي يغلب علي كلا المشهدين على اختلافهما !! فما السر يا ترى ؟؟


حين تقع في أسر جماليات الصورة يدفعك البحث لفتح مجاهل أسرار هذه المدينة , فتتراءى لك غدامس لؤلؤة أزلية العتق من حكايا السندباد , تتوسط بحر من كثبان الرمال , ويحيط بها النخيل من كل جانب ,لم تزل أخفاف المهاري قافلة بالخير تقطعها ذهابا و إيابا ..
و ما أن تقابل أهلها حتى تعود بك الذاكرة لأسر ذانك المشهدين , فسماحة النفس و انشراحها طابع يميز ساكنيها ,حتى ليدهشك أنهم أبعد ما يكونون طبعا عن جفاء الصحراء و قسوتها !!
يقول د. حسن وهبي " العمارة هي الفن العلمي لإقامة مباني تفئ بالاحتياج المادي و النفسي و الروحي للإنسان " .
و في هذا حققت غدامس معمار فنيا لا يضاهى , تميز بقدرته على عزل حرارة الصحراء , بطريقة تشعرك بتغير مناخي غاية في اللطف تحظى به بيوتها ذات التشابه اللافت و الحرفية العالية في زخارفها الموشاة , ولمساتها التشكيلية الجميلة الموحدة .
أما شوارعها فصممت بطابع سحري من الأنفاق , توقع عتمتها المهابة في النفس عند الولوج إليها من الإضاءة الكاملة , ثم لا تلبث تستشعر الأمان في تعاقبات الضوء و الظل عبر فتحات أسقفها .
و للبيت الغدامسي خصوصية و تفرد يطول الحديث عنه , لكن أكثر ما يميزه غرابة أن أسطح البيوت تمثل مدينة نسائية متكاملة تقبع فوق المدينة !! إذ جعلت بها ممرات للتزاور و التبادل التجاري في نظام اجتماعي فريد .
و من هنا .. فإنه وفي جدلية التأقلم تسمعك غدامس حديث من السكنى و التناغم بين الإنسان و الطبيعة القاسية , لا ريب أن يبدو انعكاس هذا التأقلم جليا علي محيٌا قاطنيها, فهي لهم موطن و مستراح .. 

شاهد أيضا :
بعيد أيها الوطن
خروج اضطراري
التعليقات
2 التعليقات

هناك تعليقان (2):

  1. ها هي اليــوم تبرز للعالم العربي أجمــع بعد إذ كانت بقعــة جغرافيــة لا يكـاد أبناء بلادها يعرفون سحرها
    هنيئــا لك بهذه المقالة فا فوق سحـر المدينـة سحـر كلماتك التي تأخذ القاريء لها في سياحة فكرية منقطعـة النظير

    ردحذف
  2. يسعدني مرورك مجددا ، حتى و هو مختفي خلف صفحات كتاب مقفل يشف عنك ، عقل مميز و ذائقة حساسة للجمال و معانيه ..
    شكرااا من القلب .

    ردحذف

لطفا أترك كلمة تعبر عن رأيك بالمحتوى .. شكرا لزيارتك .